قالت الدكتورة أريج :
طرقت ْ باب العيادة أدباً منها وقد أذنت لها الممرضة بالدخول ..
يرافقها زوجها وابنتها ..
تتأملها فتراها امرأة في العقد الرابع من عمرها ممتلئة الجسم قليلاً ..
مهتمة بنفسها بشكل واضح .. جلست على الكرسي .. وبدأت الحديث:
يا دكتورة .. أحتاج رأيك في المشكلة التي أعاني منها منذ زمن طويل ..
ابتسمتُ مشجعة لها أن تبدأ ..
وأخذت تفصل لي في الأمر الذي أرهقها منذ سنين طويلة .. حبوب في وجهها ..
وقد دارت على الكثير من الأطباء ومراكز التجميل المختلفة لمعالجتها ..
وهاهي الآن تستخدم دواءً منذ أشهر وهذا النوع من العلاج معروف بأن متابعته الدقيقة مهمة جداً كي لا يؤثر على الكبد ..
قلت ُ لها: أين هذه الحبوب ..؟
لم تريني مكانها وإنما استمرت في سرد معاناتها المادية والنفسية خلال فترة العلاج .. وأنها تعبت فعلا ..
كررت ُ سؤالي مرة أخرى: ( هلا سمحتي لي أن أفحص الحبوب التي تقصدين ؟ ) ..
عندها كشفت ما تبقى من وجهها ..!! وأنا أكاد أمسح عيني شكاً فيما رأيت؟
عفواً ..؟؟!! أين الحبوب التي تقصدينها يا عزيزتي ؟
قالت لي : هاهي يا دكتورة ؟ إنها حبة واحدة فقط !!
أنظر مرة أخرى .. إنها حبة صغيرة جداً لا تكاد تُرى ..
قلت لها: أهذا ما يزعجك الآن ..؟
قالت : نعم يا دكتورة .. أنا تعبانة نفسيا منها ، أرجوك أن تساعديني ..؟!!
عجباً .. قلت لها : لكني أرى وجهك بحالة ممتازة ..
قاطعتني:
أوووه .. لا.. لا يا دكتورة ...إنه ليس بحالة طيبة ، وأنا غير مقتنعة !!
تمالكت نفسي طويلا ، وبقوة .. فقد كنت أفحص قبلها .. من هم في حالٍ أسوأ ...وقد ابتلاهم الله جل وعلا ..بأمراض شديدة ..لا علاج لها .. ولا أجدهم إلا شاكرين حامدين صابرين ..
قلت لها بصوت بطيء : يا عزيزتي أنا لا أرى أن الأمر بهذا السوء الذي تتخيلنه ..
حتى الدواء الذي تستخدمينه الآن ..لا أرى له أي داعٍ ، يمكنك أن تتوقفي عن تناوله اليوم ، وهذه الحبة .. الصغيرة جداً .. لا أريدها أن تأخذ من حيز اهتماماتك الكثير..
تفاءلي وانظري إلى الجوانب الجميلة والنعم الكثيرة التي وهبها الله لك ، واشكريه عليها ..
بعد ثواني من الصمت .. قالت : دكتورة .. أريد أن أكمل العلاج ، أريد أن تختفي هذه الحبة .. و ..
قاطعتها أنا هذه المرة: حسناً يا عزيزتي القرار قرارك أكملي تناول العلاج ..
ومتى أردتِ أن تتوقفي عنه ، مرحباً بك في العيادة ..
كنت أتمنى أن يدللها زوجها أمامي ..فيقول لها : لا تحتاجين الدواء يا زوجتي إن الحبة صغيرة ولا تستحق هذا العناء ..
فقد كنت أعرف أن تعليقه هذا سيكسر الكثير من الحواجز والمخاوف لكنه كان صامتاً طوال الوقت !!
آآآه يا للرجال ..!
جوجو قلبي
طرقت ْ باب العيادة أدباً منها وقد أذنت لها الممرضة بالدخول ..
يرافقها زوجها وابنتها ..
تتأملها فتراها امرأة في العقد الرابع من عمرها ممتلئة الجسم قليلاً ..
مهتمة بنفسها بشكل واضح .. جلست على الكرسي .. وبدأت الحديث:
يا دكتورة .. أحتاج رأيك في المشكلة التي أعاني منها منذ زمن طويل ..
ابتسمتُ مشجعة لها أن تبدأ ..
وأخذت تفصل لي في الأمر الذي أرهقها منذ سنين طويلة .. حبوب في وجهها ..
وقد دارت على الكثير من الأطباء ومراكز التجميل المختلفة لمعالجتها ..
وهاهي الآن تستخدم دواءً منذ أشهر وهذا النوع من العلاج معروف بأن متابعته الدقيقة مهمة جداً كي لا يؤثر على الكبد ..
قلت ُ لها: أين هذه الحبوب ..؟
لم تريني مكانها وإنما استمرت في سرد معاناتها المادية والنفسية خلال فترة العلاج .. وأنها تعبت فعلا ..
كررت ُ سؤالي مرة أخرى: ( هلا سمحتي لي أن أفحص الحبوب التي تقصدين ؟ ) ..
عندها كشفت ما تبقى من وجهها ..!! وأنا أكاد أمسح عيني شكاً فيما رأيت؟
عفواً ..؟؟!! أين الحبوب التي تقصدينها يا عزيزتي ؟
قالت لي : هاهي يا دكتورة ؟ إنها حبة واحدة فقط !!
أنظر مرة أخرى .. إنها حبة صغيرة جداً لا تكاد تُرى ..
قلت لها: أهذا ما يزعجك الآن ..؟
قالت : نعم يا دكتورة .. أنا تعبانة نفسيا منها ، أرجوك أن تساعديني ..؟!!
عجباً .. قلت لها : لكني أرى وجهك بحالة ممتازة ..
قاطعتني:
أوووه .. لا.. لا يا دكتورة ...إنه ليس بحالة طيبة ، وأنا غير مقتنعة !!
تمالكت نفسي طويلا ، وبقوة .. فقد كنت أفحص قبلها .. من هم في حالٍ أسوأ ...وقد ابتلاهم الله جل وعلا ..بأمراض شديدة ..لا علاج لها .. ولا أجدهم إلا شاكرين حامدين صابرين ..
قلت لها بصوت بطيء : يا عزيزتي أنا لا أرى أن الأمر بهذا السوء الذي تتخيلنه ..
حتى الدواء الذي تستخدمينه الآن ..لا أرى له أي داعٍ ، يمكنك أن تتوقفي عن تناوله اليوم ، وهذه الحبة .. الصغيرة جداً .. لا أريدها أن تأخذ من حيز اهتماماتك الكثير..
تفاءلي وانظري إلى الجوانب الجميلة والنعم الكثيرة التي وهبها الله لك ، واشكريه عليها ..
بعد ثواني من الصمت .. قالت : دكتورة .. أريد أن أكمل العلاج ، أريد أن تختفي هذه الحبة .. و ..
قاطعتها أنا هذه المرة: حسناً يا عزيزتي القرار قرارك أكملي تناول العلاج ..
ومتى أردتِ أن تتوقفي عنه ، مرحباً بك في العيادة ..
كنت أتمنى أن يدللها زوجها أمامي ..فيقول لها : لا تحتاجين الدواء يا زوجتي إن الحبة صغيرة ولا تستحق هذا العناء ..
فقد كنت أعرف أن تعليقه هذا سيكسر الكثير من الحواجز والمخاوف لكنه كان صامتاً طوال الوقت !!
آآآه يا للرجال ..!
جوجو قلبي